يُعد مرض الصفراء في حديثي الولادة من أكثر الحالات حدوثا في الفترة الأولى بعد الولادة، وفيها يرتفع مستوى البيليروبين غير المباشر (Unconjugated Bilirubin) في الدم. ورغم أن أغلب حالات الصفراء تكون فسيولوجية طبيعية، إلا أن نسبة صغيرة منها قد تكون او تتحول إلى مرضية، ما يضع الطفل تحت خطر مضاعفات خطيرة مثل التأثير على المخ (Kernicterus).
المسببات الفسيولوجية والمرضية للصفراء في حديثي الولادة
الصفراء الفسيولوجية
زيادة تحلل خلايا الدم الحمراء: الاطفال حديثي الولادة بيكون عندهم يادة في عدد كريات الدم الحمراء عند الولاده وبيكون عمرها قصير.نتيجه لذلك تخرج كميات صفراء كبيرة (بيليروبين) للدم المفروض ان الكبد يتخلص منها في البراز.
قلة إالإنزيم الكبدي المسؤول عن التخلص من صفراء الدم (البيلروبين): الكبد في هذه الفترة غير ناضج تمامًا لتكسير كل كمية البيليروبين الواصله له.
تأخر حركة الأمعاء: يؤدي ذلك إلى إعادة امتصاص البيليروبين من الأمعاء إلى الدم وعدم التخلص منها في البراز للخارج.
الصفراء المرضية:
من أسبابها
1. عدم توافق فصيلة الدم بين الأم والطفل:
حالة عدم توافق عامل الريزوس (Rh): قد يحدث تحلل سريع لخلايا الدم الحمراء نتيجة تكون أجسام مضادة.
عدم توافق فصيلة ABO: أقل شيوعًا ولكن يسبب تحلل دموي في حالات معينة.
2. نقص الإنزيماتفي كرات الدم الحمراء:
نقص إنزيم G6PD (أنيميا الفول)، خاصة في المناطق ذات الانتشار الوراثي المرتفع لهذا المرض.
3. عدوى الجهاز الدموي أو الالتهابات البكتيرية:
مثل الإصابة بالتصميم الدموي (Sepsis) التي قد تؤدي إلى ارتفاع البيليروبين بشكل سريع.
4. كسل الغدة الدرقية أو غياب وظائفها
5. مشاكل الكبد:
انسداد القنوات الصفراوية الخلقي (Biliary Atresia).
أمراض التمثيل الغذائي مثل متلازمة (Crigler-Najjar Syndrome).
التشخيص:
بيكون بأخذ التاريخ المرضي للطفل والام والفحص الطبي للطفل وبعض تحاليل الدم
عوامل الخطورة:
الولادة المبكرة (أقل من 37 أسبوعًا).
وجود تاريخ عائلي للصفراء المرضية أو أمراض الدم.
أعراض مصاحبة مثل الخمول أو رفض الرضاعة.
الاختبارات المعملية
قياس مستوى البيليروبين: الإجمالي (Total Bilirubin) والمباشر (Direct Bilirubin).
اختبارات الدم الإضافية:
تحليل صورة دم كامله (CBC).
فحص عدم توافق فصائل الدم.
فحص إنزيمات الكبد ومستويات الألبومين.
فحص وظائف الغدة الدرقية
التصوير الطبي
قد يُستخدم التصوير بالأشعة فوق الصوتية في حالات الاشتباه بمشاكل الكبد أو الجهاز الصفراوي.
العلاج:
التدخلات الأساسية
1. العلاج بالضوء (Phototherapy) في الحضانة هو العلاج الأساسي إذا تعدت نسبة الصفراء الحدود المسموحة.
يعمل على تحويل البيليروبين غير المباشر إلى مواد قابلة للذوبان في الماء تُفرز في البول والبراز.
يتم ضبط جرعة الضوء بناءً على مستوى البيليروبين وعمر الطفل.
2. تعزيز التغذية والتأكيد على الرضاعة الطبيعية (في بعض الأحيان نحتاج إضافة اللبن الصناعي)
الرضاعة الطبيعية أو الصناعية المتكررة تزيد من حركة الأمعاء وتقلل من إعادة امتصاص البيليروبين.
3. تغيير الدم الجزئي (Exchange Transfusion):
يُستخدم في الحالات الشديدة لتقليل مستويات البيليروبين بشكل سريع.
4. أدوية محفزة لإنزيمات الكبد:
في بعض الحالات، قد تُستخدم الأدوية لتحسين قدرة الكبد على تكسير البيليروبين.
المضاعفات المحتملة
1. تأثير الارتفاع الشديد للصفراء على المخ (Kernicterus):
يحدث نتيجة ترسب البيليروبين في الدماغ، مما يسبب تلفًا دائمًا في الجهاز العصبي المركزي.
الأعراض: التشنجات، الشلل الدماغي، ضعف السمع، وتأخر النمو.
2. الصفراء المزمنة:
في بعض الحالات، قد يستمر الاصفرار لفترة طويلة، خاصة مع وجود أسباب مرضية مزمنة.
الإرشادات والتوصيات
وفقًا لتوصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP):
يجب قياس مستوى البيليروبين خلال 24 ساعة من الولادة.
الحالات التي تتطلب العلاج بالضوء تعتمد على مستويات البيليروبين بناءً على عمر الطفل الرحيم والعمر بعد الولادة ونسبة الصفراء في الدم.
يجب متابعة الرضع المصابين بالصفراء حتى التأكد من انخفاض مستوى البيليروبين لمستويات آمنة.
ملاحظة هامة: لا يعتمد على أجهزة قياس الصفراء من الجلد أبدا في التشخيص أو العلاج لأنها غير موثوقة ولا تعطي أرقام يعتمد عليها في معظم الأحيان كما أنها لا تفرق بيني البليروبين المباشر وغير المباشر. لذلك الاعتماد في التشخيص والمتابعة يكون عن طريق المعمل. في بعض الأحيان إذا أمكن وجود قياس مقارب من قياس تحليل الدم يمكن استخدامه بين القياسات المحددة للتنبؤ بنسبة الصفراء فقط.
الكلمات البحثية للمقال:
أسباب الصفراء عند حديثي الولادة
علاج الصفراء بالضوء
متى تكون الصفراء خطيرة؟
النسبة الطبيعية للبيليروبين في حديثي الولادة
الصفراء الفسيولوجية والصفراء المرضية
هل يمكن علاج الصفراء في المنزل؟
تأثير الصفراء على الدماغ